logo Al-Watwan

Le premier journal des Comores

لإبراز دور علماء البلاد في نشر العلم: وزارة الشؤون الإسلامية تصدر كتابا يوثق سيرة المفتي الأكبر سيد محمد عبد الرحمن وفتاواه

لإبراز دور علماء البلاد في نشر العلم: وزارة الشؤون الإسلامية تصدر كتابا يوثق سيرة المفتي الأكبر سيد محمد عبد الرحمن وفتاواه

الوطن بالعربية |  | كتب/شيخ علي حماد

image article une
قامت وزارة الشؤون الإسلامية في البلاد بإصدار كتاب جديد حول سيرة المفتي الأكبر المرحوم الشيخ محمد عبد الرحمن بن أحمد آل الشيخ أبي بكر بن سالم وفتاواه التي تمت إصدارها خلال الفترة ما بين عام 1401 إلى 1406 هجرية. وحول أهمية إصدار كتاب المفتي الأكبر، أوضح الشيخ محمد حسين جمل الليل بأنه من ضمن المشاريع الأولوية لوزارته إبراز دور علماء البلاد الذين قاموا بنشر العلم والمعرفة داخل البلاد وخارجه.

 

وقال وزير العدل والشؤون الإسلامية بأن كتاب سماحة المفتي الأكبر هو الاصدار الثاني من اصدارات الوزارة، حيث قد بإصدار الكتاب الأول حول "بحوث فقهية لمجموعة من علماء جمهورية القمر المتحدة في مسائل علمية كثرت النزاع"، غير أن هذا الكتاب لم يتم توزيعه بعد، وسيتم تنظيم ورشة عمل قريبا، بمشاركة علماء البلاد لمناقشة الكتاب قبل طرحه على الجمهور. وقال الشيخ محمد حسين في لقائه مع جريدة الوطن يوم الاثنين 1 يونيو الجاري، في مكتبه بأن الوزارة تسعى إلى طباعة تفسير المفتي الراحل سيد محمد عبد الرحمن والذي كان يلقيه عبر الاذاعة الوطنية، وأنه تم في هذا الخصوص تشكيل لجنة من كبار علماء البلاد لكتابة التفسير من الفاتحة إلى سورة الناس

وحول الكتاب الجديد لفتاوى المفتي الأكبر، أشار وزير الشؤون الإسلامية إلى أنه عبارة عن "المسجل الرسمي للفتاوى الصادرة من دار الافتاء القمرية من عام 1401 إلى 1406هـ"، وكانت هذه الفتاوى تأتي إلى سماحة المفتي باللغة القمرية ويقوم برده باللغة القمرية عبر الاذاعة الوطنية غير أنه كان يقوم بكتابة هذه الأسئلة والأجوبة باللغة العربية ويسجله في دفتر خاص. وقال بأنه تم تكليف الدكتور سعيد بن برهان عبد الله رئيس اتحاد علماء أفريقيا وعضو هيئة التدريس بكلية الإمام الشافعي والدكتور سيد عبد الله بن سيد أحمد جمل الليل رئيس فرع اتحاد علماء أفريقيا في جزر القمر وعضو هيئة التدريس بكلية الإمام الشافعي بدراسة الكتاب وتحقيقه

وقد أشار الوزير في تقديمه للكتاب إلى "أن هذا هو الإصدار الثاني من سلسلة الاصدارات التي بدأت وزارة الشؤون الاسلامية بإصدارها، بهدف نشر الوعي الديني ومحاربة التطرف الفكري وحمل الناس على كلمة سواء يجمعهم التأخي والألفة والمحبة سعيا إلى رقي الوطن وازدهاره في شتى النواحي، عملا بفكرة رئيس الجمهورية غزالي عثمان، رؤية عام 2030م". وأضاف قائلا "وقد اخترنا في هذا الاصدار أن نأخذ مخطوط مجموع فتاوى المفتي السابق سيد محمد عبد الرحمن المتوفي سنة 1990م لما فيه من غزارة علم ووضوح بيان ولا غرو في ذلك، فصاحب هذا المخطوط ممن عرفناه في علمه وورعه، فقد برع في التفسير والفقه والعقيدة وغيرها، ومع أنه كان يناصر سياسة الرئيس السابق المرحوم أحمد عبد الله عبد الرحمن، أبو الاستقلال، إلا أنه لم يخلط السياسة بالعلم وما ناصر أحدا في المواقف الشرعية إلا ما يمليه ضميره وعلمه وورعه"

مقدما شكره وتقديره إلى أعضاء هيئة التدريس بكلية الإمام الشافعي لتعاونهم التام مع وزارة الشؤون الإسلامية لإبراز دور علماء جزر القمر في نشر العلم والمعرفة في ربوع هذا الوطن وخارجه كالعلامة برهان مكلا الذي عاش في زنجبار وبرع في علوم اللغة العربية

سيد محمد عبد الرحمن أول مفتي لجزر القمر المستقلة

ففي المقدمة للكتاب التي كتبها الدكتور سعيد بن برهان عبد الله والدكتور سيد عبد الله بن سيد أحمد جاء فيها "طلب منا معالي وزير العدل والشؤون الإسلامية أن نقوم بتحقيق الفتاوى التي تركها سماحة العلامة الشيخ سيد محمد بن عبد الرحمن مفتي الديار القمرية من سنة 1978 إلى 1990م تحقيقا علميا، وفاءا بحق هذا العالم الجليل الذي قلّت نظراؤه ونشرا للعلم، ولاسيما أن من سياسة هذا الوزير الاهتمام بالبحوث العلمية ونشر التراث. فقدم إلينا نسخة خطية مصورة لهذه الفتاوى، ونسأل الله أن لا يخيب أمله وظنه فينا". ويحتوي الكتاب على 541 صفحة، وقد تحدث المحققان في المقدمة عن خطة البحث، كما أن هناك تمهيد للكتاب الذي تناول تعريف الفتوى لغة واصطلاحا وأهمية الفتوى وفضلها وأحكامها وموضوع الفتوى وضوابطها وطرق ومناهج بيان الفتوى

وتم الحديث في الفصل الأول من الكتاب عن عصر المفتي سيد محمد عبد الرحمن وحياته السياسية والاجتماعية والعلمية وكذلك حياته الشخصية التي تحدث عن أسرة المفتي ونسبه ومولده ونشأته. أما حياة المفتي العلمية فقد تم الحديث عن طلبه للعلم ورحلاته فيه وشيوخه والمعاهد التي درس فيها والعلوم التي برع فيها وثقافته. أما عن حياته العملية فقد تحدث المحققان عن أعمال المفتي وتلامذته وأثاره العلمية وأخلاقه وصفاته ومناقبه وكذلك وفاته ورثاء الناس له. أما الفصل الثاني من الكتاب فقد تحدث المحققان أيضا عن دراسة دفتر الفتاوى من طريقة تحريره إلى عدد الفتاوى الصادرة عن المفتي الراحل ومنهجه في الفتوى

وعن شخصية المفتي الأكبر سيد محمد عبد الرحمن، أشار المحققان إلى أن المفتي الأكبر عاش 78 عاما حيث كان ميلاده في عام 1912م في أسرة متدينة في مدينة هاهايا بجزيرة القمر الكبرى وأمضى نحو عشر سنوات كاملة في زنجبار لطلب العلم، حيث عاد إلى البلاد عام 1939م وقام بالتدريس واشتغل في مجال القضاء قبل استقلال البلاد، وعقب نيل البلاد الاستقلال تم تعيينه مفتيا للبلاد عام 1978م في عهد الرئيس أحمد عبد الله عبد الرحمن واستمر في هذا المنصب إلى وفاته، وكان وفاته يوم الخميس الأول من شهر نوفمبر 1990 في باريس ودفن يوم السبت 3 نوفمبر في موروني عام 1990م

 

 

الكتاب الجديد يحتوي على 125 فتوى متنوعة

وقد أشار المحققان إلى أن من خلال قراءة سجل الفتاوى يلاحظ القارئ بأن المفتي الأكبر كام معجبا ومتأثرا بشيخ الاسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رغم تمسكه بمذهبه الشافعي، فهو ذو مذهب يحترمه ويجتهد على قواعده ولكنه لا يتعصب له. وأكدا بأن العلوم التي تعلمها المفتي الأكبر وبرع فيها هي علوم الشريعة الإسلامية في الجملة، بالإضافة إلى العلوم العربية فقد كان مفسرا ومحدثا وفقيها وعالما بتصوف. كما أوضح المحققان بأن المخطوط عبارة عن سجل رسمي للفتاوى الصادرة من دار الافتاء بجمهورية القمر الاتحادية الإسلامية في الفترة من 4 جمادي الثانية 1401هـ إلى 13 صفر 1406هـ وهو عبارة عن دفتر من الحجم الكبير كانت الفتوى تقيد فيها وتحرر بأرقام مسلسلة وتواريخ ورودها إلى دار الافتاء، فهو ليس بكتاب مؤلف في موضوع معين حتى يعطى عنوانا، وإنما سجل رسمي

وكانت الأسئلة تأتي باللغة القمرية إلى دار الافتاء ويتولى المفتي نفسه بترجمتها إلى اللغة العربية ثم يقوم بالبحث عن الجواب في المصادر العلمية ويحرره بالعربية ثم يسلمه إلى كاتبه أحمد علوي لنسخه وكتابته في الدفتر الرسمي. فيما أضاف المحققان الدكتور سعيد برهان عبد الله والدكتور سيد عبد الله بأن السجل يضم على 125 فتوى في موضوعات مختلفة، فأحيانا يكون السؤال عن تفسير آية من القرآن وتارة عن طلب شرح حديث النبوي أو عن طلب حكم شرعي في موضوع العبادات كالصلاة والأدعية والمعاملات كالبيوع والايجار وموضوع الفرائض والأوقاف والحدود والقصاص

كما تناولت الأسئلة القضايا المعاصرة الشائكة مثل نزول رواد الفضاء إلى القمر (فتوى رقم 26 بتاريخ 9/61402هـ). فقد جاء السؤال الأول لهذه الفتاوى بعنوان "حكم بكاء الخطيب في خطبة الجمعة" وجاء في 4 جمادي الثانية 1401هـ من السائل عابدون بن عبد الله. ولاحظ المحققان أن السائلين ليسوا من بلد واحد أو قرية واحدة، ولكن كانت الأسئلة ترد إلى سماحته من انغازيجا وأنجوان وموهيلي ومن جزيرة مدغشقر بل ومن الولايات المتحدة الأمريكية وذلك في السنوات الأخيرة من حياته. كما لاحظ المحققان أيضا بأن نشاط دار الافتاء في ذلك الوقت كان بين صعود وهبوط بالنسبة لعدد الفتاوى التي كانت تصدر فيها سنويا، فإذا كان مجموع فتاوى المسجل بلغت 125 فتوى، نجد أن سنة واحدة صدرت فيها ثلاثون فتوى وأخرى لم تصدر فيها سوى خمس فتاوى فقط. ويعتبر الاصدار الجديد إضافة جديدة في المكتبات العلمية في البلاد جدير بالاعتناء به وخاصة لدى طلبة العلم الشرعيين والعاملين في مجال القضاء والإفتاء

تعليقات