إعداد/ نظام أحمد ✍️
وفي كلمته بهذه المناسبة، أكد وزير الخارجية القمري عمق العلاقات التاريخية التي تجمع جزر القمر وفرنسا، مشيرًا إلى أن "اليوم الوطني الفرنسي يأتي بعد أسبوع من احتفالات الذكرى الخمسين لاستقلال بلادنا، في دلالة رمزية على الروابط المتينة بين الشعبين". وأضاف: "نتمنى أن تدوم الصداقة والتعاون المثمر بين دولتينا، رغم تقلبات التاريخ التي لم تؤثر في حقيقة المصير المشترك الذي يجمعنا."
وفيما يخص قضية جزيرة مايوت، لم يُفوّت الوزير الفرصة للتأكيد مجددًا على سيادة جزر القمر على الجزيرة المحتلة، قائلًا: "أود أن أغتنم هذه الفرصة، سعادة السفير، لأذكّركم بأن جزيرة مايوت هي جزيرة قمرية، وفقًا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر بتاريخ 12 نوفمبر 1975."
وشدد على أن الحوار بين البلدين هو السبيل الأمثل للتوصل إلى "حل دائم ومفيد"، يعيد الحقوق لأصحابها ويصون الاستقرار في المنطقة. وتطرق الوزير إلى أهمية الثورة الفرنسية، مشيرًا إلى أنها "لم تضع نهاية للملكية فحسب، بل أدّت إلى ولادة مجتمع يسوده الحرية والمساواة والإخاء."
السفير ريكييه: خمسون عامًا من التعاون والدعم المستمر
من جانبه، ألقى السفير الفرنسي سيلفان ريكييه كلمة عبّر فيها عن اعتزازه بهذه المناسبة التي تمثّل احتفاله الرابع والأخير كسفير لفرنسا في جزر القمر. وهنّأ الشعب القمري بالذكرى الخمسين للاستقلال، متمنيًا النجاح الكامل في تنظيم دورة ألعاب جزر المحيط الهندي عام 2027
.
واستعرض السفير تطور العلاقات الثنائية، قائلًا: "على مدى خمسين عامًا، بنت فرنسا وجزر القمر تعاونًا استثنائيًا قائمًا على الصداقة التاريخية، وروابط حسن الجوار، تُرجمت إلى التزامات ملموسة." وأعلن عن دعم مالي فرنسي بقيمة 260 مليون يورو، مؤكدًا: "هذا الدعم هو دليل على التزامنا تجاه الحكومة القمرية والشعب القمري، الذي يستحق أكثر من ذلك."
فرنسا تستقبل آلاف الطلاب القمريين وتدعم مشاريع التعليم
كما تطرق السفير إلى الدور الفرنسي في دعم التعليم في جزر القمر، موضحًا أن بلاده تستقبل أكثر من 4.000 طالب قمري في جامعاتها ومعاهدها الهندسية، إضافة إلى إصدار أكثر من 600 تأشيرة دراسية سنويًا خلال السنوات الثلاث الأخيرة. وأشار أيضًا إلى مشاريع البنية التحتية التعليمية التي تموّلها فرنسا، مثل بناء مدارس في مريدجو، وهومبو بجزيرة أنجوان، وكوليه، وثانوية سيد محمد شيخ في موروني.
وفي ختام كلمته، أعلن السفير مغادرته البلاد قريبًا، مؤكدًا أنه سيغادر "وهو يحمل معه العديد من الهدايا التذكارية والذكريات الجميلة من الجزر." يُذكر أن اليوم الوطني الفرنسي، الموافق 14 يوليو، يُعد لحظة تاريخية فارقة في ذاكرة الشعب
الفرنسي، حيث يحيي ذكرى اقتحام سجن الباستيل عام 1789، والذي شكّل بداية الثورة الفرنسية ونقطة التحوّل نحو ترسيخ مبادئ الحرية والمساواة والأخوة.