وكان قد حضر مراسم استلام هذه المساعدات الطبية من مطار هاهايا الدولي عدد كبير من المسؤولين في الحكومة القمرية وعلى رأسهم وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي صيف محمد الأمين، ووزير الاقتصاد حميدي مسيدي المنسق العام لمكافحة فيروس كورونا، ولوب ياقوت زيدو وزيرة الصحة والتضامن وأمين عام الحكومة عيدروس حمادي بالإضافة إلى محمد صبيحي مدير الشؤون الإفريقية بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بالمملكة المغربية والذي قام بتسليم المعدات الطبية إلى المسؤولين القمريين

وهذه المساعدة الطبية تتكون من: 500.000 كمامة و60 ألف أقنعة الواقية، و40 ألف غطاء للرأس، و4 آلاف سترة طبية، و2.000 لتر من المطهرات الكحولية، و5 آلاف علبة من دواء الكلوروكين وألف علبة من دواء الأزيتروميسين، كلها صناعة مغربية طبقا معايير منظمة الصحة العالمية. وعقب وصول الطائرة المغربية، أكد صيف محمد الأمين وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي على متانة العلاقات الأخوية التي تربط جزر القمر والمملكة المغربية، وقال بأن علاقات البلدين ممتدة منذ فترة طويلة وهي ركيزة على أسس الأخوة والتضامن

مشيرا إلى أن المساعدات الطبية المغربية التي وصلت إلى البلاد اليوم مخصصة لخمس عشرة دولة أفريقية بما فيها بلادنا، وأن هذه المساعدة في هذه الفترة الصعبة تأتي مرة أخرى لتأكيد على العلاقات القوية التي تربطنا مع المغرب لأن الصديق الوفي ترونه في الأوقات الصعبة كما قال العرب "صديقك الحقيقي ھو من يرافقك في كل وقت، ويساندك في الشدّة قبل الفرح". وفي نهاية تصريحه جدد الوزير صيف محمد الأمين شكره وتقديره إلى الحكومة المغربية على هذه اللفتة الانسانية تجاه الدول الأفريقية وجزر القمر بصفة خاصة في هذه الفترة التي تكافح جميع الدول بالعمل على مجابهة وباء كورونا

وفي هذه الأثناء صرح محمد صبيحي عقب مراسم التسليم للصحفيين بأن هذه المساعدات جاءت تنفيذا لتعليمات مباشرة من جلالة الملك محمد السادس والذي أعطى توجيهاته إلى تقديم الدعم والمساندة إلى عدد من الدول الأفريقية الشقيقة في هذه الفترة الصعبة وذلك في إطار التضامن الأخوي. وقال بأن هذه المساعدة عبارة عن معدات ومستلزمات طبية من صناعة مغربية طبقا للمعايير المعمولة في منظمة الصحة العالمية. مؤكدا بأن قيام الملك محمد السادس بإعطاء الأوامر الملكية لدعم نحو 15 بلدان أفريقية في إطار مكافحة فيروس كورونا إنما يدل على رغبة المغرب للقيام بدور القيادة في أفريقيا والقيام بعمليات ملموسة ومنتظمة وفقا لالتزام المملكة تجاه البلدان الأفريقية الشقيقة وخاصة جزر القمر

أما وزيرة الصحة لوب ياقوت فقد قدمت شكرها وتقديرها باسم الحكومة القمرية إلى المملكة المغربية لهذا الدعم السخي وقالت "بأن هذه المساعدات ستساعد الحكومة في مكافحة فيروس كورونا، وأن هذا الدعم جاء في الوقت المناسب الذي نكافح من أجل محاربة هذا الوباء العالمي، ونحن من بين آخر البلدان التي بدأت بتسجيل حالات إصابة من هذا الوباء. وأشارت الوزيرة إلى أن العلاقات بين البلدين بدأت منذ فترة وحتى قبل الاستقلال، وقالت "المغرب بلد شقيق وصديق ويدعمنا في كل وقت وحين"

والجدير بالذكر أن هذا العمل التضامني يندرج في إطار تفعيل المبادرة التي أطلقها الملك محمد السادس في 13 أبريل المنصرم، باعتبارها نهجا براغماتيا وموجها نحو العمل لفائدة البلدان الأفريقية، وأن هذه المبادرة تمكن من تقاسم التجارب والممارسات الفضلى وتتوخى إرساء إطار عملي لمواكبة جهود هذه البلدان في مختلف مراحل تدبير الجائحة