أصبح وضع الكوليرا في جزيرة أنجوان مقلقا للغاية، حيث سجلت الجزيرة عشر وفيات في يوم واحد، بينهم أربع وفيات في المناطق الريفية. بينما توفي أربع أشخاص أخرى أول أمس الأربعاء، مما يرفع العدد الإجمالي للوفيات بسبب الكوليرا في الجزيرة إلى 64 منذ ظهور هذا الوباء في البلاد في بداية شهر فبراير المنصرم. وتواجه جزيرة أنجوان ارتفاعا كبيرا في حالات الإصابة، حيث يوجد 257 حالة نشطة في مستشفى هومبو

وفي أحدث بيان صحفي أصدرته وزارة الصحة القمرية أول أمس الأربعاء 1 مايو الجاري، أبلغت السلطات الصحية عن شفاء 373 مريض في جزيرة أنجوان. علما أن مستشفى هومبو بجزيرة أنجوان الذي يبلغ طاقته الاستيعابية 120 سريرا، عالج يوم الثلاثاء الماضي أكثر من 300 مصابا بمرض الكوليرا. وأشار المدير العام للمستشفى الدكتور إبراهيم سليم إلى عدم توفر أماكن للعلاج، ما اضطر المستشفى إلى "نصب خيم إضافية لمواجهة تدفق المصابين بهذا الوباء

وبحسب الطبيب إبراهيم سليم فإن الظروف الجوية التي تشهدها الأرخبيل حاليا لا تساعد في تحسن الوضع، لأن "الأحوال الجوية السيئة تساهم بشكل كبير في انتشار بكتيريا الكوليرا، واكتظاظ المستشفيات". مرحبا في الوقت نفسه بالحضور الكثيف للمواطنين إلى المستشفيات، مما يعني حسب قوله، أن المرضى الجدد الذين تم ادخالهم إلى المستشفى ليسوا في حالة حرجة بشكل عام

لكن المدير العام لمستشفى هومبو أعرب عن أسفه لأن الوعي جاء متأخرا. مشيرا إلى أن تزايد حالات الإصابة بمرض الكوليرا في الأيام الأخيرة يرجع بشكل رئيسي إلى سوء الأحوال الجوية. علما أن منطقة موتسامودو هي الأكثر تضررا، تليها منطقة واني ثم دوموني. وحسب بيان وزارة الصحة الأخير، فإن البلاد سجلت 3950 حالة إصابة منذ ظهور وباء الكوليرا في فبراير الماضي، بينها 11 حالة وافدة، شفي منهم 3260 شخصا. وتم الابلاغ عن وفاة 83 شخصا في جميع مناطق البلاد، وأن جزيرة أنجوان وحدها تسجل ثلثي الوفيات

والجدير بالذكر أن هذه المرة السادسة التي تتعرض جزر القمر لوباء الكوليرا منذ العام 1978. وكانت الموجة الأولى بين عامي 1978-1979، حيث بلغ عدد المصابين 2680 حالة، توفي منها 239 شخصا. واجتاحت الموجة الثانية الجزر بين عامي 1998-1999، سجلت خلالها 8450 حالة إصابة، توفي 110 أشخاص. وضربت الموجة الثالثة الأرخبيل خلال الفترة ما بين عامي 2000-2001، حيث بلغ عدد المصابين في ذلك الوقت 3523 حالة، توفي منها 95 شخصا. أما الموجة الرابعة فقد اجتاحت البلاد بين عامي 2002-2003 سجلت خلالها 1623 حالة إصابة، بما في ذلك 46 حالة وفاة. بينما ضربت الموجة الخامسة الجزر بين عامي 2007-2008، سجلت 1559 حالة إصابة، منها 29 وفاة خلال 11 شهرا من الوباء. ويبدو القلق كبير لدى مسؤولي وزارة الصحة حيث سجلت البلاد خلال ثلاثة أشهر من ظهور الوباء 3950 حالة إصابة توفي منها 83 شخصا