logo Al-Watwan

Le premier journal des Comores

وفاة الشيخ محمد إسلام بوانا: البلاد تفقد واحدا من علمائها الأوفياء ورمزا من رموز الثقافة الاسلامية

وفاة الشيخ محمد إسلام بوانا: البلاد تفقد واحدا من علمائها الأوفياء ورمزا من رموز الثقافة الاسلامية

الوطن بالعربية |  | كتب/شيخ علي حماد

image article une
انتقل إلى جوار ربه الشيخ محمد إسلام بوانا صباح يوم السبت 15 يونيو الجاري حيث تم دفنه في نفس اليوم في المقبرة العائلية في مسقط رأسه بمدينة أوسيفو بجزيرة القمر الكبرى وذلك بحضور جمع غفير من العلماء وطلبة العلم والمثقفين ورجال السياسة والأقرباء وأعيان المدن والقرى الذين أتوا لوداعه إلى مثواه الأخير.

 

وبوفاة الشيخ محمد إسلام بوانا فقدت البلاد أحد علماؤها الأوفياء، وواحدا من دعاتها الذي كرس جميع حياته في خدمة العلم والدعوة إلى الله وهو رمز من رموز الثقافة الإسلامية في البلاد. وقد لعب الشيخ دورا كبيرا منذ شبابه وبعد تخرجه من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة في نشر الدعوة الإسلامية في البلاد. وهو من مواليد عام 1948م الموافق 1368هـ في قرية أوسيفو بجزيرة انغازيجا، وأب لأربعة أولاد. بدأ الشيخ محمد إسلام بوانا تعليمه في الكتاتيب القرآنية في قريته حتى ختم القرآن الكريم على يد شيخه أحمد معلم آدم رحمه الله، ثم قرأ مختصرات الفقه الشافعي على يديه، ثم انتقل بعد ذلك إلى منطقة مِيتْسامهولي في بلدة وِيلا، حيث درس هناك المطولات في الفقه الشافعي.

التحق الشيخ محمد إسلام المدارس الفرنسية في المرحلة الابتدائية عام 1964م - 1386هـ، وفي عام 1972م - 1393هـ التحق بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وحصل على الشهادة الثانوية من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة سنة 1399هـ. ثم في عام 1983م -1402هـ حيث تخرج من كلية الدعوة وأصول الدين بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة وحصل على شهادة البكالوريوس (الليسانس). وفي العام الأكاديمي 1425 ـ1426هـ حصل على دبلوم عام من معهد إعداد الأئمة والدعاة بمكة المكرمة. وعاد الشيخ محمد إسلام بعد أن أنهى مسيرته التعليمية في المملكة العربية السعودية إلى وطنه جزر القمر عام ليبدأ مشواره الدعوي، فأسس مدرسة بث الأخلاق الإسلامية في مسقط رأسه أوسيفو، ثم فتح قسم التعليم الإعدادي بعد ستة عشرة سنة من عودة تلاميذه الذين تخرجوا من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة. لم يكتف الداعية الإسلام محمد إسلام بُوانا بالنشاط والدعوي فقط بل استطاع في حياته أن يجمع بين النشاط الديني والسياسي في آن واحد.

انضم إلى هيئة الرابطة الخيرية في جزر القمر وأصبح عضواً فيها، ثم عضواً في مجلس العلماء في أوسيفو. فكان واحداً من مؤسسي حزب الجبهة العدالة الوطنية، وتولى الأمانة العامة فيه ثم أصبح لاحقا الموجه العام للحزب. واصل المرحوم مسيرة العطاء في حياته وتم افتتاح قسم التعليم الثانوي عام 2006 في مدرسة بث الأخلاق الإسلامية بعد تطويرها. وأنشأ مسجدين في قريته أوسيفو فضلا عن إلقاء المواعظ والدروس اليومية في مساجد القرية وكذلك للنساء في مدرسة بث الأخلاق الإسلامية. عمل مدرسا في معهد رابطة العالم الإسلامي بموروني منذ تخرجه وحتى عام 2005م، كما نظم حلقات قرآنية لتصحيح التلاوة للكبار بعد صلاة العصر كل يوم. شارك في دورة تنمية المهارات الإدارية والتربوية التي نظمتها رابطة العالم الإسلامي في العاصمة موروني سنة 1416هـ، كما شارك في ملتقى الدعاة التي نظمتها رابطة العالم الإسلامي في تنزانيا عام 1420هـ. 

تعليقات