بعد ثلاثة أيام من دفن الصحفي علي عبده، أول رئيس لنقابة الصحفيين القمريين، عقد النائب الجمهوري بمحكمة موروني مؤتمرا صحفيا، في مكتبه، يوم الاثنين 14 ديسمبر الجاري، لوضع النقاط على الحروف، وإدلاء بنتائج التحقيق الأولية. ووفقا له، توفي علي عبده بشكل طبيعي. وقال محمد عبده إن "عناصر التحقيق الأولي تشير إلى أن الموت كان طبيعيا". ومع ذلك، فإن النيابة العامة لا تعتمد على نتائج التحقيق الأولي فقط، بل تعتبر حالة الوفاة مشبوهة وتطلب من جهاز المباحث الجنائية بمواصلة التحقيق. وقال المدعي الجمهوري "أمرت جهاز المباحث الجنائية بإجراء تحقيق حول المجاورين". مؤكدا أن "شهادة الوفاة الصادرة عن الطبيب المختص تظهر أن الوفاة كانت طبيعية"
عدم وجود طبيب شرعي في البلاد
وتطرق رئيس محكمة موروني في المؤتمر الصحفي إلى مشكلة عدم توفر طبيب شرعي في جزر القمر، مشيرا إلى أن أهمية وجود أطباء شرعيين في البلاد. وقال المدعي الجمهوري "من المهم أن يكون لدينا أطباء شرعيون في بلادنا، وأن غياب المختصين الجنائيين في مجال التحقيقات لا يسهل لنا الأمر". وصرح محمد عبده أنه "إذا ما كان هناك طبيب شرعي في البلاد، فإن عملية دفن الجثة لم تتم يوم السبت. مشيرا إلى عدم تشريح الجثة. وحث محمد عبده الجهات المختصة إلى ضرورة تشكيل شرطة الأدلة الجنائية وتدريب الأطباء الشرعيين. داعيا الأطباء إلى التخصص في هذا المجال، "لقد حان الوقت كي ينتهج الأطباء في جزر القمر سياسة التخصص في مجال الطب الشرعي"
وحول ملابسات وفاة أول رئيس لنقابة الصحفيين القمريين، قدم وكيل النيابة مزيدا من التفاصيل عن التحقيق الأولي. وأشار النائب الجمهوري إلى أن "الصحفي علي عبده ربما قد توفي في حوالي الساعة الحادي عشر ونصف من ليلة الخميس 10 ديسمبر الجاري، وأن آخر مكالمة هاتفية تلقاها المرحوم كانت في الساعة 11:00 ليلة الخميس. وأنه هاتفه كان موصول للشحن ومتصل عبر الانترنت، كما أن المروحية كانت متصلة عبر المقتبس الكهربائي ومشغولة". وحسب ما توصل إليه لواء المباحث الجنائية "لم يكن هناك ما يشير إلى اشتباكات في المنزل أو أي أثر للدم، وأن جميع الأبواب والنوافذ كانت مغلقة من الداخل. لقد اضطرت المباحث الجنائية إلى كسر الباب بالقوة، حيث لم يكن هناك وسيلة أخرى للدخول في المنزل الذي وجود رئيس نقابة الصحفيين القمريين". وذكر المدعي الجمهوري محمد عبده إلى أن ابن عم الصحفي الراحل وصاحب المنزل الذي كان يعيش فيه المرحوم، هو من أطلق الإنذار واستدعى الشرطة
والجدير بالذكر أن الصحفي علي عبده قد خرج من عمله في جريدة الوطن في حوالي الساعة الثامنة من مساء الخميس 10 ديسمبر ولم يراه أحد من زملائه الصحفيين إلى أن يتم اكتشاف خبر وفاته صباح يوم السبت 12 ديسمبر، أي بعد 36 ساعة من خروجه في مقر الصحيفة. وقد وري جثمان الراحل الثرى عصر اليوم نفسه في مقبرة العائلة ببلدة هاجمبو بمنطقة همهامي شمال شرقي جزيرة القمر الكبرى بحضور عدد من الصحفيين والسياسيين وجمع غفير من المواطنين