logo Al-Watwan

Le premier journal des Comores

يلزمنا الكثير من نسيان آلامنا لكي نفرح

يلزمنا الكثير من نسيان آلامنا لكي نفرح

الوطن بالعربية |  | ---

image article une
تمر بنا الأيام والسنين ونحن نحلم بالسلام، ينقصنا دفء المكان ودفء القلوب، نحتاج إلى رائحة تراب الصباح بصباه، إلى جلسة الجيران بفنجان المحبوبة السمراء، وما أحلاه من صباح بالمودة يستفتحون، هكذا كانت حياة الفلسطينيين بعد اللجوء بالمخيمات على أبواب بيوتهم الصغيرة الدافئة، لكن قصتنا اليوم بدأت بالآمال وتتحدث عن الآهات والاوجاع.

 

لكن ما يستوقفني هو: لماذا نحن هكذا الشعب الفلسطيني؟ وهل هي لعنة السماء أم هديتها المقدسة على أرض الرباط بأن نعيش كل هذه الآلام؟ لماذا الفلسطيني هكذا يولد وشمل عائلته غير ملتئم، وكل من حوله في بكاء وعويل؟

يولد الفلسطيني ووالده مطارد وأمه تحمله بحمل غير جميل، يولد على حاجز وربما تحت القصف وفي شتاء ليلة من زمهرير الفراق... أيها القراء هذه ربما بعض الكلمات التي تصف حال شهيد من شهداء فلسطين، شهداء مخيم بلاطة، والد لطفلين والآخر سيلد يتيماً، ومحمد أبو رزق هو الشهيد الثاني في العائلة والشهيد أبو زيتون، كلهم في عمر الورد، كلهم بجمال سيدنا يوسف وبآلام المسيح وجهاد سيدنا موسى عليه السلام، وصبر سيدنا أيوب

في ليلة سوداء، ليلة 22 مايو 2023، منذ أيام داهمت قوات من جيش الاحتلال الإسرائيلي مخيم بلاطة، كان عددهم بالمئات مدججين بالسلاح محاطين بالمجنزرات والجيبات العسكرية الثقيلة، حاصروا المخيم من كل الاتجاهات ونزلوا فرق على كل الزقاق، موزعين بكامل عتادهم وعدتهم مروعين الأطفال والشيوخ والنساء في داخل بيوتهم الاسمنتية، ونوافذها التي تطل على الزقاق الضيقة، فكل من استرق البصر من تلك النوافذ وحتى مجرد الحركة يطلق عليه الرصاص

لم يكتفي الاحتلال بقتل الشبان الثلاث، وإنما وضع العبوات الناسفة والمواد المتفجرة في إحدى البيوت، أدت إلى هدم 28 بيتا حول ذلك المنزل، كان الأهالي يبتهلون إلى السماء يدعون الله بأن يكف عنهم الأذى، وكان من بينهم امرأة تسكن في بيت يطل على ما يسمى البادود في نفس المخيم، أخذت ابنتاها إلى حضنها تحت زاوية من زوايا بيتها الصغير والبسيط، وتقرأ القرآن لينزل كل البيت ردما من آثار الانفجار إلا تلك الزاوية التي بقت وتنجوا من الدمار أم شلال وبنتاها سالمات

هذه كرامة من كرامات الله صحيح أننا نعيش الفقدان والألم برحيلهم، صحيح أننا في رحلة على هذه البسيطة، ولا نعلم كيف سيكون رحيلنا عنها ونومنا الأبدي، لكن كل ما نتمناه من الله أن نحيا شرفاء ونرتقي شهداء

بقلم الإعلامية/عبير الشمالي

تلفزيون فلسطين

تعليقات